أشارت تفاصيل نُشرت إلى أن سبب الانتحار الجماعي لأحدى الأسر في القاهرة - أب وابنتين جامعيتيين- ، هو حالة الفقر الشديد التي كانت تعاني منها الأسرة ، بعد أن تجاوز الأب الستين من عمره ، ولم تتمكن الابنتين من الحصول على فرصة عمل.
ونقلت صحيفة "الرأي الكويتية" ، عن ما اسمتهم مقربون من العائلة ، إن الثلاثة اتخذوا قرار الانتحار الجماعي هروبا من واقع الفقر المؤلم والمزعج ، لاسيما بعد أن خطف الموت قبل نحو شهر نجل الأب وشقيق الفتاتين في حادث سير بشارع صلاح سالم.
وتعود تفاصيل الانتحار إلى يوم السبت الماضي ، بعد أن استيقظ الأب على صراخ ابنته فاطمة الحاصلة على درجة الليسانس في الآداب " 25عاما" ، فاكتشف أنها وشقيقتها الكبرى أماني الحاصلة على ليسانس الحقوق "36 عاما" تناولتا عقار "لانجوسين" المخصص لمرضى القلب ، حتى يتخلصا من حياتهما إلى الأبد.
وبدلا من أن يقوم الأب بإسعاف الفتاتين سارع إلى تناول 20 قرصا من العقار نفسه ، ليستقل قطار الموت بصحبتهما.
وذكرت الصحيفة ، أن الابن المتوفي كان بارا بوالده ، حتى إنه لبى رغبته حين أمره بترك عمله في وظيفته في أحد البنوك ، ليرعى أرضه الزراعية في محافظة البحيرة ، بعدما رفض مستأجروها الانتظام في تسديد الإيجار السنوي.
وكان الأب المنتحر يعتمد على تلك الأرض في الانفاق على أسرته وأولاده من زوجته الأولى وزوجته الثانية ، وحين ضاق ذرعا بـ"بلطجية" المستأجرين قرر الأب أن يقوم بزراعتها بنفسه ، وبمعاونة ابنه ، الذي خضع لرغبته واستقال من عمله ، لكنه توفي في نفس اليوم الذي استقال فيه من عمله..
فيما كشفت التحريات ، أن الأب المنتحر وابنتيه كانوا يعيشون هم وزوجته الثانية وأطفاله منها في الأيام الأخيرة تحت خط الفقر، وكانوا يفترشون الأرض ، لأنهم باعوا الأثاث ، ويتلقون مساعدات يومية من جيرانهم بعدما تخلى الأهل والأقارب عنهم ، وامتنعوا عن تقديم يد العون لهم.
وأوضحت التحريات ، أن الأب تزوج من زوجته الثانية لترعاه وأولاده ، بعدما ماتت زوجته الأولى ، فأنجب منها ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و14 سنة ، وأنه بموت الابن، غزا الحزن قلوب الأب وابنتيه ، وتمكن المستأجرون من انتزاع الأرض بـ "وضع اليد" واستشعر رب الأسرة الوحدة والانهيار والضياع ، خاصة بعد تخلي الأهل والأقارب عنه ، وأصبح بلا مصدر رزق ينفق به على نفسه وابنتيه العاطلتين وزوجته الثانية وأطفالها الثلاثة.
وجاء في التحقيقات ، أن الأب المنتحر كان يمتلك 35 فدانا في محافظة البحيرة يعيش من ايجارها ، ولكن المستأجرين امتنعوا عن تسديد الايجارات السنوية ، ما دفعه إلى مقاضاتهم ، وأنصفه القضاء وأعاد إليه حقه المسلوب ، ولكنهم انتزعوه مرة أخرى في الاستئناف ، فقرر أن يزرعها بنفسه بمساعدة ابنه.
فيما تواصل النيابة العامة التحقيق في الحادث ، حيث أمرت بدفن جثامين المنتحرين بعد تشريحها.